
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إنّ “الجزء الأساسي” من عملياته العسكرية في سورية انتهى، وأسفر عن تدمير قرابة 80% من القدرات العسكرية للجيش السوري، بينما تُواصل القوّات البرّية سيطرتها على المنطقة العازلة منزوعة السلاح، التي أُنشئت عام 1974 وتبعد نحو 30 كيلومترًا عن دمشق.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أنّ 350 مقاتلة إسرائيلية هاجمت مواقع مختلفة في سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد أوّل أمس الأحد، ودمّرت عشرات الطائرات وأنظمة الدفاع ومستودعات الأسلحة، في واحدة من كبرى العمليات الهجومية في تاريخ سلاح الجوّ الإسرائيلي.
من ناحية أُخرى، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إنّ صواريخ للبحرية الإسرائيلية دمّرت الأسطول الحربي السوري في عملية جرت الليلة الماضية، في إطار “حملة واسعة النطاق للقضاء على التهديدات الإستراتيجية لإسرائيل”، مضيفًا أنّ القوّات الإسرائيلية تتمركز في المنطقة العازلة بين سوريا وهضبة الجولان، وأنّه أمر بإنشاء “منطقة دفاعية خالصة” في جنوب سوريا، من دون وجود إسرائيلي دائم لمنع “أيّ تهديد إرهابي لإسرائيل”.
وبينما تلتزم إدارة الشؤون السياسية في المعارضة السورية، التي سيطرت على الحُكم في سوريا منذ الأحد الماضي، الصمت إزاء الهجمات الإسرائيلية، حذّر رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قادة سوريا الجدد من السير على خطى بشار الأسد والسماح لإيران بإعادة ترسيخ وجودها في البلاد، قائلًا: “إذا سمح هذا النظام لإيران بإعادة ترسيخ وجودها في سوريا، أو سمح بنقل أسلحة إيرانية أو أيّ أسلحة أُخرى إلى حزب الله، أو إذا هاجمَنا، فسوف نردّ بقوّة، وسنجعله يدفع ثمنًا باهظًا”.
وبحسب تقارير صحافية، فإنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي لم يستثن أيّ نوع من المواقع أو المراكز العسكرية في سورية خلال الحملة التي شنّها على مدى يومين، بهدف تدمير القدرات العسكرية السورية الاستراتيجية، من مطارات ومراكز بحوث عسكرية، وصولًا إلى الأسطول البحري، وانتهاءً بمقرّات ومستودعات الأسلحة.
ومن أبرز المواقع التي دمرها طيران الاحتلال الإسرائيلي، في غاراته يومَي الأحد والاثنين، مركز البحوث العلمية الخاصّة بالجانب العسكري في منطقة جمرايا على مسافة نحو عشرة كيلومترات شمال غرب العاصمة السورية دمشق. ويُعتقد أنّ المركز الذي تأسّس في الثمانينيات كان يعمل على تطوير صواريخ وأسلحة كيميائية.
كما استهدف مركز برزة على أطراف دمشق الشمالية الشرقية، الذي تأسس في السبعينيات بالشراكة مع وكالة الأبحاث الفرنسية، وكان مختصاً بتطوير الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.
كما دمّر الاحتلال الإسرائيلي معامل الدفاع في منطقة السفيرة جنوب شرقي حلب، والتي كانت تضمّ مركزًا لتطوير الأسلحة.
وجرى أيضاً تدمير مطار المزة العسكري غربي العاصمة دمشق وعشرات المروحيات والمقاتلات الحربية التي كانت رابضة فيه، واستهدف القصف أنظمة الدفاع الجوّي داخل المطار، بما في ذلك منظومات “إس-200” ومنظومة “أوسا” التي احترقت بالكامل.
واستهدف القصف الإسرائيلي كلّ المطارات السورية في ريف حمص الشرقي في البادية، وأبرزها مطار الشعيرات والذي يقع على بعد 31 كيلومتراً جنوب شرقي مدينة حمص وسط سورية، ويضم محطات كشف راداري متقدمة، ومحطات تصنيع حربي، وتجري فيه عمليات صيانة للطيران المسيّر، وفق مصادر عسكرية سورية. وفيه 40 حظيرة إسمنتية، ومدرجان أساسيان، طول كل منهما ثلاثة كيلومترات، وله دفاعات جوية محصنة، مزودة بصواريخ “سام 6″، وفيه مركز قيادة “اللواء 22″، الذي كان يتبع للنظام السابق.
ودمّر القصف مخازن أسلحة في ريف دمشق، واللواء 121 في كناكر واللواء 12 بازرع بريف درعا، إضافةً إلى طائرات سوخوي وميغ 29، ومستودعات ذخيرة في جبل طرطب بريف الحسكة والقاعدة العسكرية في مطار القامشلي أقصى الشمال الشرقي من سورية، فضلًا عن ألوية صواريخ وشبكات رادار.