عشر سنوات مرّت منذ أن غادرنا الشاعر المصري الذي اتخذ قواعد جديدة في صياغة نصه، وهو الذي تعرّف على اللغة بالتلمس والتجريب. بسهولة قفز فوق التقليد الغنائي الذي جعل كل الأغاني عاطفية أو وطنية، رافضا ذلك الركود الأشبه بقضاء إجازة في لغة الشعر الغنائي.
محاكاة مكثّفة لواقع عالم بات تحت حكم الرأسمالية في نسخها المتقدّمة، وما المائدة إلا مثال مبسّط عن جمل ثروات العالم التي نعرف أنها مقسّمة بشكل غير عادل بين عُشر من الأثرياء وتسعة أعشار ممن يعيشون من الفتات الذي يبقى في المائدة.
يرحل كونديرا فنطوي صفحة كاتب آخر. وسيأتي آخرون لإحياء حفلات صاخبة: أصحاب أرقام مبيعات فلكية، متوّجون بنوبل، متورطون في فضائح، عنصريّون... كانت رواية "المزحة" تشير إلى ما يترتّب عن خطأٍ في القراءة. فماذاعمن لا يقرؤون إلا على وجه الخطأ؟