ستكون أنس جابر كل مرة في مواجهة تاريخ طويل للمرأة العربية يجثم على أكتافها رغماً عنها. لقد أتت من مجتمع عربي لا يزال تفاجئه المرأة حين تشق طريقاً نحو المجد. رأيت مرات ذلك التاريخ وهو يخرج مثل وحش فيفسد فرحة أنس.
يأتي كتاب الباحث الفرنسي في علم الاجتماع كولين روبينو في سياق صناعة يقظة بحثية حول المفلت من رؤية الدولة والإعلام لظاهرة المجموعات الاحتجاجية الجديدة التي تثبت فاعلية على الأرض دون أن تتهيكل حول نظريات وزعامات.
ليست مؤسَّسة "نوبل" بعيدةً عن منطق التمييز الجنسي الذي واجهَته الكاتبة الفرنسية الفائزة بجائزة نوبل للأدب لعام 2022 في الفضاء الأدبي لبلادها وفي المجتمع بشكل عام. فماذا لو فعلتها "عالمة اجتماع الحميمية"، كما سمّاها أحدُهم، وخرجَت لتُعلن رفضها الجائزة؟
متمترساً وراء النزعة التنويرية، يبدو الكاتبُ والصحافيُّ المصري وكأنما يحبّ أن يكون أحد شهدائها الجدد، ولكن في صيغة تلفزيونية ترفيهية بضاعتُها الضجّة لا الفكرة. دخل الرجل الآلة العملاقة لشدّ الانتباه، وعليه أن يعبّئ فراغات المساحة الإعلامية بأيّ شيء.
بدل أن ننظر إلى أعماق شخصية مريم في الفيلم الذي تعرضه منصّة "نتفليكس"، ننشغل بمطاردة الممثلة التي جسّدتها. لكن، مهلاً، ماذا لو كان ذلك هو الدور الحقيقي الذي دُعيت منى زكي لتأديته... أي أن تلعب دور ضحية جمهور لا يعرف قواعد لعبة المشاهدة؟
كانت المستشارة الألمانية، التي غادرت منصبها أمس، في غاية الحنوّ أحياناً كما في قضية اللاجئين، وقاسيةً للغاية كما في ملف الديون اليونانية. وبين هذين الوجهين، نجحت في إدارة سنوات حُكمها بحنكة وتبصّر، وكأنها تقول: يمكن أن يكون للسياسة وجه امرأة أيضاً.
تلقي المخرجة الفرنسية، جولي تالون، أسئلتها عن الجنس على مراهقين في معاهد فرنسا بين الرابعة عشرة والثانية والعشرين، فنتوقّع أن يتلعثم المتحدّثون أو تحمرّ وجوههم وهُم يجيبون عنها. لكن، وفي ما عدا استثناءات قليلة، تأتي الردود هادئة وواثقة، بل عالمةً وتفصيلية.
بالاستناد إلى أمثلة مِن التاريخ السياسي القريب، تقترح السلسلة الوثائقية، التي أنتجتها "نتفليكس"، ستَّ قواعد تُشكّل خطوات عملية لصناعة طاغية. ماذا لو أدخلنا الحالة التونسية الراهنة تحت فحص تلك القواعد؟
مشهد فسيفسائي ضخم تقدّمه الحركة النسوية اليوم؛ إذ لم تعد هناك حركة واحدة وإنما حركات. تبدو النسوية وكأنها قد أفلتت من بين أيدي الجميع، بمن فيهم الناشطات، هنا جولة في هذا المشهد في "اليوم العالمي للمرأة".