المؤلّف: مجموعة من الكتّاب
الناشر: محترف أوكسجين للنشر، نوفمبر/ تشرين الثاني 2022
في يونيو/ حزيران 2005، أَطلق الكاتب والمترجم السوري زياد عبدالله (1975) مجلّة ثقافية إلكترونية باسم "أوكسجين"، قدّمَت نفسها بوصفها "مساحةً إبداعية لا تؤمن إلّا بالجديد المتجدّد"، وتنحاز "إلى كلّ ما هو خارج الوصفات الجاهزة والأفكار المعلَّبة والعنتريات والتهويمات التي تُشيّد قصوراً في الهواء".
بعد قرابة سبعة عشر عاماً، ينتقل عددٌ من الكتابات التي نُشرت في المجلّة الإلكترونية إلى كتابٍ ورقي بعنوان "أوكسجين ١"، يمثّل أوّلَ إصدارات "محترف أوكسجين للنشر"، وهي دار نشر أطلقها عبدالله حديثاً في بودابست، بهدف "ترسيخ الأسس التي قامت عليها تجربة أوكسجين ونقل ممارساتها الإبداعية والتجريبية نحو الكتاب وعالم النشر الورقي"؛ حيث يوثّق الكتابُ الصادر قبل أيّام للإبداعات والفضاءات التجريبية التي نشرتها المجلّة منذ إطلاقها.
يضمّ الكتاب نصوصاً لواحد وثلاثين كاتبةً وكاتباً من سورية ومصر ولبنان وفلسطين والسعودية والإمارات والمغرب وليبيا، اختيرت مِن أوّل عشرين عدداً مِن المجلّة، وتوزّعَت بين عدد من الفصول؛ من بينها: "جمهورية الحواس"، و"رأسمالية علنية.. اشتراكية باطنية"، و"سينما الهواء الطلق"، و"تربية وطنية"، و"جهنّم التي أُعدّت للاجئين"، و"أيام بلا حسنات".
إنّه عملٌ "يهزأ بالزمن، ولا يأبه به، ويتّخذ منطقاً مغايراً لمنطقه، ضارباً عرض الحائط بمساره ونسقه، وهو يحوِّل الماضي إلى حاضر، ويعود بالزمن ليمضي به قُدُماً"، يقول عبدالله عن الكتاب، مضيفاً أنّ توصيفه بـ"الوثيقة الجمالية التاريخية لا يفيه حقّه، بل هو تجسيد لصراع الجمال مع التاريخ، وانتصارِ الأوّل على الثاني".
تضمّن العمل، أيضاً، مقدّمةً طويلة استعاد فيها زياد عبدالله تجربة "أوكسجين" وحيثيات تأسيسها وعوالمها وتطلُّعاتها، وما تعرّضَت إليه من حجب ومنع وقرصنة خلال مسيرتها، إلى جانب تصدير بعنوان "قبل قراءة الكتاب".