من خلال قصّة بطلها، هادي بازينة، تفتح رواية "يخاف الأفراس"، الصادرة نهاية العام الماضي، على قصّة جيل وطبقة من المجتمع التونسي خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين، والتحوّلات التي شهدتها تونس خلالها.
بينما حاول أغلب من بقي من رفاقه أخذ موقع في اللعبة السياسية بعد ثورة 2011، حرص الكاتب والسياسي اليساري، الذي تمرّ اليوم ذكرى رحيله الأُولى، على أخذ مسافة من السلطة، وظلّ يرفض كلَّ مصالحة مغشوشة بين الشعب التونسي ومن امتصّوا دماءه خلال عقود الاضطهاد.
يُفترض أنْ تُطفئ شمعتك الستّين اليوم. لكن، هل كان ممكناً أن تبلغ هذه السن بقلب يحمل مشاريع إبداعية كبيرة في بيئة مطفأة القلب؟ لا أخفيك أنّني أعتقد أنّك قتيل الانكسارات الفنّية لا السكتة القلبية. كلّ ما لم تنجزه كان غصّة في قلبك، فكم كان قلبك سيحتمل يا شوقي؟
هناك أكثر من ناقوس خطر يقرعه الكاتبُ التونسيُّ في عمله الأخير الصادر هذا العام. لكنَّ الخطرَ الأكبر هو أن تكون مصائرُ الناس في منطقتنا العربية محكومة بعقول الحد الأدنى من المعرفة وتخطيطات الأيادي المرتعشة.
ينطلق مشروع الناشط الإيكولوجي التونسي مِن مفارقة أنَّ شمال تونس هو أغنى مناطق البلاد رصيداً مائياً، لكنَّ سكّانه يُعانون مِن العطش. مِن هنا يُبلور أسئلةً يأمل في أنْ تُغيّر النظرة إلى مسألة المياه في بلاده.
أمثال رضا هُم سماد الثقافة الحقيقي، أولئك اللامرئيون الذين يربطون قنوات الريّ الإبداعي لتسقي حدائق الأجيال، فهم لا يتحرّكون إلّا في حلقات الحياة الأُسرية الصغيرة. وقف في الظلِّ طول الوقت. دأبُه سقاية ورعاية زهور الوعي، وتوفير مناخ صحّي لكل وردة يمكن أن تتفتّح.
قطَعَ مشروعُ الوحدة بين البلدَين أشواطاً إلى الأمام. وبدا أنَّ الطرفَين استفادا مِن تجربة الوحدة التونسية الليبية التي مُنيت بالفشل؛ إذ طَرحا مشروع دستور اتحادي للنقاش "الجماهيري". غير أنَّ انتفاضة الخامس مِن أكتوبر/ تشرين الأوَّل 1988 ستنسف المشروع برمّته.
ما يتمنّاه التونسيّون يتخيّلون بأنَّ الجزائريّين قد حقّقوه، والعكس صحيح، في حين أنَّ البلدين يراوحان مكانهما منذ سنوات. هذه الصُّوَر المتخيَّلة التي تسير ذهاباً وإياباً ليست سوى "أزهار شرّ" متبادَلة مِن دون قصد.
صاحبت رسومات مجموعة "أهل الكهف" ثورة الشعب التونسي. كانت، في تلك الأيام الصاخبة من 2011، مثل صحيفة حائطية لا ترصد الأحداث بقدر ما تتابع المشاعر والأمزجة، وتكشف التلاعبات والخيانات، كما ترفد يوميات الثورة بعُدّة فكرية- بصرية.
يجد زائرُ منزل ابن خلدون في تونس العاصمة نفسَه أمام مبنىً طُمست معالمُه التاريخية وأُفرغ من بُعده الرمزي. لماذا بقي البيت عصيّاً عن الترميم رغم موجة المشاريع التي أعلنت الاعتناء به وتحويلَه إلى متحف؟