بمقاييس أبناء جيلي، حقّقتُ نجاحاً معقولاً في المهنة؛ إذ اشتغلتُ صحافياً ومحقِّقاً ومراسلاً ومراسل حرب ورئيس تحرير مساعد. إنّه مشوار يمكن يُؤهّل صحافياً للفرح بما حقّقه، ولكنّه أهّلني في يوم الرابع عشر من أغسطس/ آب 2007 إلى مغادرة البلد.
كانت المشرفة على الصفحة الفنية مثل آلة إخصاء بشرية؛ لم تكن تسمع فكرة حتى تُتفّهها لتجدها مثل حمامة مذبوحة تحت قدميك بعد أن كانت ترفرف في ذهنك. طبعاً، كنتُ أودّ أن أحاور بليغ حمدي، لكنني لم أنبس باسمه أمامها.
لا تُبشّر المعطيات المتوفّرة حول المحطّة الإخبارية الجزائرية، التي بدأ بثُّها التجريبيُّ قبل أيّام، بميلاد قناة مؤثّرة وقادرة على منافسة قنوات الأخبار العالمية. لكنَّنا سنرى مؤشّرات سلبيةً أُخرى على شاشة المحطّة حتى قبل انطلاق بثّ برامجها رسمياً.
في هذا اللقاء، يعودُ الصحافيُّ الجزائري، الذي أُفرج عنه قبل قرابة شهرَين، إلى تجربةِ السِّجن التي عاشها طيلة قرابة عامٍ كامل، قائلاً إنَّها زادته تمسُّكاً بالنضال مِن أجل حرية الصحافة: "طالما هناك صحافيٌّ واحدٌ في السِّجن، فنحنُ الصحافيّون جميعُنا مسجونون".
يحاول الخطاب الرسمي التسويق لصورةٍ وردية عن واقع حرية الصحافة في الجزائر، لكّنه يكشف في المقابل عن رغبة حثيثةٍ في تشديد الرقابة على الإعلام، مِن خلال وضع نصوصٍ تشريعية جديدة تستهدف الصحافيّين والمدوِّنين.
في مقابِل الأخبار الكاذبة وخطابات الكراهية، لم نقرأ ولم نسمع ولم نشاهد على وسائل الإعلام الجزائرية، طيلةَ سنتَين مِن الحَراك الشعبي، أيّ تحقيقٍ أو ريبورتاج أو بورتريه جادّ حول قضايا تناولَتها وسائلُ إعلامٍ أجنبية وأثارت ردود فعلٍ صاخبة في الجزائر.
سخريةٌ سوداء ضمن معايير الخبر الصحافي. كانت تلك وصفةَ "المنشار" التي سُرعان ما ستسترعي الانتباه إلى صوْتٍ نقدي ساخرٍ في وقتٍ يخفت النقدُ وتتوارى السخرية لصالِح لُغةٍ خشبية ثقيلة. هنا لقاءٌ مع مؤسّس الموقع.