كانت المشرفة على الصفحة الفنية مثل آلة إخصاء بشرية؛ لم تكن تسمع فكرة حتى تُتفّهها لتجدها مثل حمامة مذبوحة تحت قدميك بعد أن كانت ترفرف في ذهنك. طبعاً، كنتُ أودّ أن أحاور بليغ حمدي، لكنني لم أنبس باسمه أمامها.
خفق قلبُه بينما راح يُشرِع باب الخزانة الموارِب، وهو يسترجع ما حدث ليلة أمس. للحظةٍ شعر أنه قد جُرِّد مِن ملابسه. خبط كفّاً بكفّ، ثم خبط على رأسه مِن الصدمة وهو يرمق الخزانة الخاوية. مدّ أصابعه يتحسّسها كأنه لا يصدّق عينَيه، لكنَّ الفراغ هو ما لمسَته.
بدايةً من الغد، ستجد في قاعة تدريباتك ثلاثة ممثّلين هم بصدد الإعداد لمشروع مسرحية كتبتُها. لا أودّ أن يتفرّجوا عليك فحسب، أتمنّى لو تتيح لهم الاندماج أكثر في عالم الملاكمة. أن يلامسوا الحلبة وخيوطها، ويرتدوا القفّازات الكبيرة، وأن يَضرِبوا ويُضرَبوا.