مع التضييق الغربي على روسيا، نشاهد كيف أنّ هناك أدوات في غاية الخطورة لم نحسبها من قبلُ أسلحة؛ تُستدعى كما يُستدعى جيش الاحتياط وقت المعركة الحربية. حتى "الفيفا"، التي تُنادي دائماً بـ"تنظيف" الرياضة من السياسة، أنشبت مخالبها بلا رحمة في لحم الدبّ.
ثمّة من ينتقد تركيز الإعلام على حكاية ريان وانشغال مجتمعاتنا بها، بدعوى أنّه ليس الطفل الوحيد الذي يجدر الاهتمام به. والمسألة أنّ حادثةً من بين مليون يُكتب لها أن تكون مرئية، ويجدر بنا ألّا نرى هذه المأساة إلّا بوصفها مثلاً عن واقع يعمل كرحى تطحن الجميع.
بتنا أشبهَ بأسماك في حوض بلّوري عملاق يَرمي فيه زوكربيرغ ما يمدُّنا بالحياة متى شاء. فإن سها عن ذلك لحظةً واحدة، متنا على الفور. تحوّلَت المنصّاتُ الاجتماعية إلى رحِمٍ كبيرة، ونحنُ داخلَها مثل أجنّة لا تحيا من دون الحبل السرّي الذي تمدُّنا بِه هواتفُنا.
على مدار سنوات، كانت ضحكةُ خوان خويا بورخا، الذي رحل أمس، الأكثَر استخداماً على الإنترنت في معرَض السخرية. يكفي، فقط، إضافةُ ترجمةٍ مختلَقةٍ إلى المقطَع الأصلي حتى يبدو الحوارُ مطابِقاً للقصّة المفبرَكة، أيّاً كان الموضوعُ الذي يُراد التهكُّم منه.