تماماً مثلما فكّر أمين معلوف عام 1975، يفكّر الآلاف من الشبّان العرب اليوم، بعضهم يحتذي حذوه في الأخذ بالأسباب الثقافية والعلمية فيأتون طلبة أو يبحثون عن عمل في قطاعات الاتصال والفنون والهندسة، وبعضهم لا سبيل لهم إلا شق البحر.
يرحل كونديرا فنطوي صفحة كاتب آخر. وسيأتي آخرون لإحياء حفلات صاخبة: أصحاب أرقام مبيعات فلكية، متوّجون بنوبل، متورطون في فضائح، عنصريّون... كانت رواية "المزحة" تشير إلى ما يترتّب عن خطأٍ في القراءة. فماذاعمن لا يقرؤون إلا على وجه الخطأ؟
ليست نهاية إذاعة "بي بي سي" العربية مؤشّراً إلى نهاية بعض أشكال الإنتاج الصحفي فحسب. إنّها أيضاً مؤشّر إلى موجة جديدة من نهاية الإمبراطورية البريطانية التي بدأت شمسُها في الأفول منذ الحرب العالمية الثانية.
ثمّة المئات من التصاميم التي يتفوّقُ كثيرٌ منها على التصميم الفائز، والذي سيتبيَّن بعملية بحث بسيطة بأنّه مأخوذٌ حرفياً من تصميم سابق، وهو ما يضرب "لجنةَ التقييم" والمسابقة برمّتها في مقتل.
على صفحة تاريخ كرة القدم، ستحتكر الأرجنتين شرف الفوز بكأس العالم في دورة قطر 2022، فلا أحد يستطيع أن يشاركها استحقاقها الرياضي، لكنّ أمماً كثيرة ربما تحسن استثمار انتصاراتها في المونديال أكثر من بطل العالم ذاته.
بمقاييس أبناء جيلي، حقّقتُ نجاحاً معقولاً في المهنة؛ إذ اشتغلتُ صحافياً ومحقِّقاً ومراسلاً ومراسل حرب ورئيس تحرير مساعد. إنّه مشوار يمكن يُؤهّل صحافياً للفرح بما حقّقه، ولكنّه أهّلني في يوم الرابع عشر من أغسطس/ آب 2007 إلى مغادرة البلد.
أثبتت جنازة الملكة أن قيماً كثيرة ما تزال تسكن الناس. لا تزال تسحرهم الهيبة والأسرار، لا يزالون ينصتون للسرديات الكبرى، لا يزالون يمتثلون للقواعد، لا يزالون يعتقدون في الحق الإلهي، لا يزالون متشبّثين بالدولة وبالرموز. في كلمة، لا يزالون يؤمنون.
ألم يقل غاليانو إنّ "التقسيم العالمي للعمل يتلخّص في أنّ بعض الدول تختصّ بالفوز وأُخرى تختص بالخسارة"؟ أحد وجوه هذا التقسيم أنّ بلداناً تفوز بالذكاء والموهبة، وأُخرى لا يبقى لها غير الاعتباطية وقلّة الكفاءة، وبذلك تؤبّد موقعها في الجزء الخاسر من الكوكب.
ثمّة من ينتقد تركيز الإعلام على حكاية ريان وانشغال مجتمعاتنا بها، بدعوى أنّه ليس الطفل الوحيد الذي يجدر الاهتمام به. والمسألة أنّ حادثةً من بين مليون يُكتب لها أن تكون مرئية، ويجدر بنا ألّا نرى هذه المأساة إلّا بوصفها مثلاً عن واقع يعمل كرحى تطحن الجميع.
بتنا أشبهَ بأسماك في حوض بلّوري عملاق يَرمي فيه زوكربيرغ ما يمدُّنا بالحياة متى شاء. فإن سها عن ذلك لحظةً واحدة، متنا على الفور. تحوّلَت المنصّاتُ الاجتماعية إلى رحِمٍ كبيرة، ونحنُ داخلَها مثل أجنّة لا تحيا من دون الحبل السرّي الذي تمدُّنا بِه هواتفُنا.