يبدو المفكّر التونسي كمن ترك الفلسفة لصالح الشعر، وأغلق قوس الصناعة المفاهيمية واتّجه صوب مغامرات أُخرى، أو هكذا تقول خياراته في نشر مؤلّفاته منذ عقدين. هنا زيارة إلى الحقل المفاهيمي الذي أنشأه سليم دولة.
يمكن القول إنّ المفكر المصري الراحل كان ضحيةَ الدوّامات التي عبرها طوال حياته. بمعنى آخر، كان سيّد القمني المفكرَ والكاتب ضحية سيّد القمني المتحدث. غطّت الصورة الثانية عن الأُولى. هنا بعض أفكار باحث لم يُسمع صوته كثيراً بسبب الضجيج الذي لطالما أُثير حوله.
هناك أكثر من ناقوس خطر يقرعه الكاتبُ التونسيُّ في عمله الأخير الصادر هذا العام. لكنَّ الخطرَ الأكبر هو أن تكون مصائرُ الناس في منطقتنا العربية محكومة بعقول الحد الأدنى من المعرفة وتخطيطات الأيادي المرتعشة.
يَعتبر الكاتب الفرنسي الأميركي، غاي سورمان، في كتابه "قاموسي للتفاهة"، الصادر حديثاً، أنَّ المهاتما غاندي وقبل أن يُصبح مُحرِّر الهند، كان محض إبداع أدبي ساهم في خلقه أعظم كاتبَين في الفترة التي عاش فيها: البنغالي روبندرونات طاغور، والفرنسي رومان رولان.
يوثّق الكتاب، الصادر حديثاً، للثورة التونسية، كاشفاً بذلك ما تخلّفت عنه الدولة على مدى تاريخ بعيد، حين عجزت عن إرساء تنمية فاعلة وأهدرت كلّ فرص التصالح مع الشعب، وصولاً إلى تاريخ أقرب حين أهملت واجباتها تجاه الذاكرة الجمعية.
تنسينا موجة الهلع التي خلقتها جائحة كورونا أن مدوّنة الأدب والفكر تحتوي أيضاً أعمالاً تبعث برسائل التهدئة. وقد سارت هذه الكُتب عكس التيار لتلعب دوراً في خلق جو من الثقة والطمأنينة. هنا بعض الترشيحات للقارئ العربي.
أثار ابن طفيل إعجاب فلاسفة عصر التنوير الذين كانوا يُحاولون تعزيز الشعور بالكرامة الإنسانية في عالَم مسيحي عانى طويلاً مِن الحروب الدينية، بينما أعادت أعمالُ ابن رشد اكتشاف الإغريق في أوروبا.
كان يُتابع كلامي بعينيه المفتوحتَين على اتّساعهما. تردَّدتُ قليلاً ثم "طعَنتُه": بطلُ روايتك يُشبهك تماماً؛ فأنت خلال سنوات الدم لم يصدُر عنك موقف أو استنكار. لقد فضّلتَ الصمت، فهل "الوليُّ الطاهر" هو أنت؟
صمتَ للحظاتٍ ثمّ أضاف متثاقلاً ومتثائباً: "مِن أين تريدنا أن نبدأ الحوار؟"، قالها بنبرة الذي يريد أن يتخلَّص من مشكلة طارئة، ليتمتّع بقيلولة هانئة ومريحة... أجبتُ بلا تردُّد: "مِن البداية... مِن الإهداء".
في هذا الكتاب، يتناول الباحث الفرنسي دومينيك مويزي عالَم إنتاج المسلسلات التلفزيونية باستخدام أدوات "الجغرافيا السياسية"، في محاولةٍ لإثبات وجود علاقاتٍ وطيدة بين فضاءَين يبدوان في الظاهر متباعدَين جدّاً.