في باريس الخمسينيات، التقى طالبُ الطبّ خالد بن ميلود بطالب الفنون الجميلة محمّد إسياخم، من خلال مجموعة من الأصدقاء المشترَكين: مالك حدّاد وكاتب ياسين وغيرهما، لتبدأ بينهما فصول صداقة ستستمرُّ طويلاً.
توفّرت في الملاكم الأميركي ما تحتاجه كلمة الحق من صلابة معنوية ومن دقة تصويب. وتوافق صعود نجمه مع حاجة بشرية للانبهار بأبطال. أفلت من فخاخ كثيرة نُصبت له، وكما يفعل في معاركه على الحلبة، يصبر حتى ينهك الخصوم ومن ثمّ ينقضّ عليهم.
هل كان بيليه يعرف الأدوار السياسية التي أنيطت به طوال مسيرته؟ صحيح أنه لم يكن مسانداً لأيّ نظام بشكل مباشر، لكنه جعل نجوميته مثل صلصال طيّع في يد السياسيين.. ولقد تُوّج ملكاً بمباركة هؤلاء قبل كل شيء.
يقف اللاعبُ ذو الأصول الجزائرية، اليوم، كأحد أبرز المؤثّرين، ليس في ملاعب كرة القدم فحسب، بل بحُسن إدارة صورته في مواقع التواصل الاجتماعي. ومع تحقيقه الكرة الذهبية، لا أحد سينكر عليه بعد اليوم استثنائيته التي جعلها أكثر ألقاً بعودته من بعيد.
ليست مؤسَّسة "نوبل" بعيدةً عن منطق التمييز الجنسي الذي واجهَته الكاتبة الفرنسية الفائزة بجائزة نوبل للأدب لعام 2022 في الفضاء الأدبي لبلادها وفي المجتمع بشكل عام. فماذا لو فعلتها "عالمة اجتماع الحميمية"، كما سمّاها أحدُهم، وخرجَت لتُعلن رفضها الجائزة؟
تحوّل سيجار المدرّب الإيطالي إلى عنصر جديد في العالم الرمزي لريال مدريد. بات يعبّر عن فلسفة النادي في شراهته التي لا تنضب للانتصارات والتتويجات. تجعل منه نتائجهه أحد أنجح مدربي كرة القدم، ولعل شاهيته انفتحت على مواصلة كتابة أسطر أخرى في تاريخ اللعبة.
جعل السيناريست المصري الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده من المخدّرات ثيمة رمزية تكوينية لحكاياته؛ لقد كتب عن تلك الأشياء التي تنتشر بيننا - كظواهر سلوكية أو ثقافية - ومن ثمّ تتحوّل إلى حجاب يُخفي عنا العالم ويسجننا في الفراغ. أليس هذا حال مجتمعاتنا العربية منذ عقود؟
متمترساً وراء النزعة التنويرية، يبدو الكاتبُ والصحافيُّ المصري وكأنما يحبّ أن يكون أحد شهدائها الجدد، ولكن في صيغة تلفزيونية ترفيهية بضاعتُها الضجّة لا الفكرة. دخل الرجل الآلة العملاقة لشدّ الانتباه، وعليه أن يعبّئ فراغات المساحة الإعلامية بأيّ شيء.
تخيّلوا أنكم تقرؤون رواية من ألف صفحة كي تعرفوا في النهاية أنَّ الأفكار التي تُقدّمها الشخصيات وتدافع عنها حدَّ الموت لا تفيد في شيء. ماذا لو عرفتم أنّ سنوات الحياة تماماً مثل تلك الرواية، وأنكم شخصية تاهت هناك؟ هكذا تكلّم دوستويفسكي في عامه المئتين.
بينما حاول أغلب من بقي من رفاقه أخذ موقع في اللعبة السياسية بعد ثورة 2011، حرص الكاتب والسياسي اليساري، الذي تمرّ اليوم ذكرى رحيله الأُولى، على أخذ مسافة من السلطة، وظلّ يرفض كلَّ مصالحة مغشوشة بين الشعب التونسي ومن امتصّوا دماءه خلال عقود الاضطهاد.