بمزيج مركَّب مِن مواد أرشيفية ولقاءات مع السكّان المحليّين، يروي وثائقيُّ المخرِج النمساوي، هوبرت ساوبر، أكثر مِن قصّة عن كوبا. غير أنّ الفيلم ليس عن "جزيرة كاسترو" وحسب، إنّما أيضاً عن اختلاق الخطاب السينمائي الأميركي عن الولايات المتّحدة "منقِذة العالَم".
لا تُبشّر المعطيات المتوفّرة حول المحطّة الإخبارية الجزائرية، التي بدأ بثُّها التجريبيُّ قبل أيّام، بميلاد قناة مؤثّرة وقادرة على منافسة قنوات الأخبار العالمية. لكنَّنا سنرى مؤشّرات سلبيةً أُخرى على شاشة المحطّة حتى قبل انطلاق بثّ برامجها رسمياً.
بالاستناد إلى أمثلة مِن التاريخ السياسي القريب، تقترح السلسلة الوثائقية، التي أنتجتها "نتفليكس"، ستَّ قواعد تُشكّل خطوات عملية لصناعة طاغية. ماذا لو أدخلنا الحالة التونسية الراهنة تحت فحص تلك القواعد؟
يبدو أنَّ اسم المخرجة الفرنسية جوليا دوكورنو، المتوَّجة بـ"السعفة الذهبية" في الدورة الأخيرة مِن "مهرجان كان"، سيتردّد كثيراً في السنوات المقبلة؛ فقد فتحت الباب أمام سينما تذهب بعيداً في تصوير العنف. ومِن الواضح أنَّ ذلك يلقى ترحيباً في مجتمع السينما العالمي.
تتّخذ المخرجة الجزائرية، أسماء بن عزّوز، مِن مرقدٍ مهجور في مدينة الجزائر بطلاً لفيلمها الوثائقي القصير، ومنه تستخرج حكايات إنسانية قد نلتقي بها دائماً، لكنّنا قليلاً ما نراها ونستمع إلى أصحابها.
لا تشفعُ لشمس الدين صفةُ رجل الدين المتسامِح ليُقدِّم برنامجاً تلفزيونياً يُحقِّق في أحوال المجتمَع، ولا تشفعُ لمحمد بارتي "طرافتُه" ليُقدِّم برنامجاً يُثير قضايا تتطلّب مختصِّين ولا ينفع فيها التهريج.
لا يتناول المسلسل، الذي تعرضه "نتفليكس"، الثورة الفرنسية مِن زاوية الأحداث الشهيرة، بل يقترح زاويةً طريفة؛ حين يتتبّع شخصيةً معروفة ومجهولة في آن. لكنّه في المقابل يقدّم قراءة مبسِّطةً للتاريخ وتعقيداته.
حقَّق المسلسل الأميركي القصير نسبة مشاهدة عالية منذ إطلاقه على شبكة "نتفليكس" نهاية أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي. ضمن هذا العمل، نُتابِع مغامرة إليزابيث هارمون وهي ترتقي سلّم المجد في لعبة الشطرنج... وأبعدَ من ذلك، مغامرةَ بناء شخصيّتها في عالم عدواني.
تُريد الطبيبة مِن الصحافة أنْ "تضعَ يدها في يد السلطات العليا"، وأن تبثُّ "رسائل تشجيعية للمواطنين للقيام بالتلقيح"، وهو كلامٌ ينمُّ عن سوء فهمٍ لدور الإعلام، يُقاسمه معها عددٌ مِن ممارسي المهنة ممّن يعتقدون أنَ على وسائل الإعلام أن تكون أبواقاً للسلطة.
في هذا الفيلم الروائيِّ الطويل يتقمَّص الممثّل البريطاني شخصيةً رُسمت خصّيصاً له. وما يُميّز أداءه هنا هو تقديمُه دوراً مركَّباً يتجاوَز استعطاف المُشاهِد إلى إدخاله في التقلُّبات الحادّة التي يعيشها أبٌ يُعاني من الخرف.