غرافيتي

“أهل الكهف”… ما لم يُمح من الثورة التونسية

صاحبت رسومات مجموعة "أهل الكهف" ثورة الشعب التونسي. كانت، في تلك الأيام الصاخبة من 2011، مثل صحيفة حائطية لا ترصد الأحداث بقدر ما تتابع المشاعر والأمزجة، وتكشف التلاعبات والخيانات، كما ترفد يوميات الثورة بعُدّة فكرية- بصرية.

14 يناير 2021

صاحبت رسومات مجموعة “أهل الكهف” ثورة الشعب التونسي، في تلك الأيام الصاخبة من 2011، فكانت مثل صحيفة حائطية لا ترصد الأحداث بقدر ما تتابع المشاعر والأمزجة، وتكشف التلاعبات والخيانات، كما تُرفد يوميات الثورة بعُدّة فكرية-بصرية باتت تشكّل إلى حد ما أرضية لوعي الناس وهم يحتكّون بأعمال المجموعة على جدران الساحات والشوراع ومحطات الميترو، أو في الجدران الافتراضية.

كانت الفكرة النواة للجماعة قد تشكّلت في 2010 عبر لقاءات ثلاثة تشكيليين شباب، هم: إلياس الماجري وزياد الحضري ومحمد علي اللطيف، وحين جاءت الثورة وجدت تلك الأفكار كل الفرص كي تتجسّد في الواقع، كما وجدت مجموعة أوسع من الشباب الذي التفّ على الفكرة ودعمها وعاش تجربتها. لكن هذا الوهج سيبدأ في الخفوت تدريجيا في 2012، وفي السنة الموالية عادت المجموعة إلى نواتها الأولى قبل أن تتفرّق بذهاب أعضائها إلى مهاجر مختلفة.

وكما توقّفت المجموعة، فإن معظم رسومات “أهل الكهف” اختفت اليوم، بسبب المحو الذي انتهجته السلطة أو بسبب التخريب. لكن ذلك لن يغيّر شيئاً، فقد لعبت المجموعة دورها في الوقت المتاح لها، وحين تعترضنا صورها على الإنترنت فلا تزال تمارس سحرها الثوري، محتفظة إلى اليوم بطاقة تلك المرحلة الحيوية، كأن تلك رسومات الغرافيتي تلك رابط يحيلنا حالة مباشرة إلى زمنية الثورة وسردّيتها النقية. بقد مُحيت أعمال “أهل الكهف”، لكن لم تغب “أهل الكهف” عن الضمير الشعبي، ولعلها لا تزال تغذّيه إلى اليوم.

شوقي