كان عليَّ تذكير الحارس بأنَّ المبنى مرتبطٌ بشخصيةٍ تاريخية بارزة، ويضمُّ متحفاً لمقتنياتها، وبأنَّ المتاحف أُنشئت لتُزار. في النهاية، اكتفى بإرشادي إلى المتحف، وهو الغرفة التي رحل فيها الأميرُ بعد حياة صاخبة قضى قرابة ثمانية وعشرين عاماً مِنها في دمشق.
كان مِن الجميل لو ناولني عمّي الزبير كوب شاي بالنعناع. لكنّني اليوم شعرتُ أنها مريضةٌ بالوحدة. "قهوة الرّمانة" ليست بحاجة إلى ترميم بنيانها، هي بحاجة لأنفاس الزّوار وحركتهم، إلى سماع نُكَتهم وأخبارهم وأسرارهم.
يجد زائرُ منزل ابن خلدون في تونس العاصمة نفسَه أمام مبنىً طُمست معالمُه التاريخية وأُفرغ من بُعده الرمزي. لماذا بقي البيت عصيّاً عن الترميم رغم موجة المشاريع التي أعلنت الاعتناء به وتحويلَه إلى متحف؟