بعد تبيُّن دقّة التوقعات التي طرحتها مؤسّسات سبر الآراء في الدورَين الأول والثاني من الرئاسية الفرنسية، هل ينبغي القول بأنّ استطلاعات الرأي باتت تقول الحقيقة بشكل مسبق؟ بالتأكيد لا، فمفاجآت كثيرة يمكن أن تخفيها الصناديق من حين إلى آخر.
مع التضييق الغربي على روسيا، نشاهد كيف أنّ هناك أدوات في غاية الخطورة لم نحسبها من قبلُ أسلحة؛ تُستدعى كما يُستدعى جيش الاحتياط وقت المعركة الحربية. حتى "الفيفا"، التي تُنادي دائماً بـ"تنظيف" الرياضة من السياسة، أنشبت مخالبها بلا رحمة في لحم الدبّ.
لعلّ أدب فيودور دوستويفسكي، الذي وقع عليه "عقاب" جامعة ميلانو الإيطالية ردّاً على "الجريمة" الروسية في أوكرانيا، يُقدِّم تفسيرات لبعض ما يدور في هذه الحرب. فلعالم اليوم بذورٌ كثيرة متناثرة في مخيال الكاتب الروسي.
لن يكون حديثُ وزيرة الثقافة عن الأزمات الاقتصادية وغلاء المعيشة سوى خطيئة لا تُغتَفر من منظور السُّلطة التي لا تُقيل وزراءها الفاشلين لأنُّهم فاشلون، لكنّها لا تتردّد في إبعادهم حين يتّضح أنّهُم يحفظون خطاباتها عن ظهر قلب دون الحدّ الأدنى من الفهْم.
لم يبتدع بوتفليقة في كيفية خروجه من السلطة، وهو قبْلاً لم يبتدع في كيفية مجيئه إليها؛ إذ لم يغادر رئيسٌ جزائري واحدٌ السلطة باختياره ورغبته أو عند انقضاء ولايته، بمن فيهم زروال نفسه، ولم يأت رئيس جزائريٌّ منذ بن بلّة إلى السلطة بطريق غير طريق العسكر.
لئن كان الرئيس الجزائري، الذي رحل أمس السبت، قد تنحّى عن السُّلطة رسمياً في خضمّ الحراك الشعبي عام 2019، فإنَّ كثيرين يعتقدون أنّه لم يعُد يحكم فعلياً قبل ذلك بكثير، أيْ منذ إصابته بوعكةٍ صحّية في 2005، أو على الأقلّ منذ إصابته بـ"نوبةٍ إقفارية" في 2013.
يُؤكِّد الرئيس الجزائري لمحاوِرَيه ألّا وجود لأيّ تابوهات، وبأنّهُما حُرّان في طرح الأسئلة. لكنَّه يُغفِل أنَّ تحديدَ نوعية الأسئلة يبدأ بتحديد نوعية الصحافيّين الذين يُحاوِرونه في لقاءاته الإعلامية الدورية.
يحاول الخطاب الرسمي التسويق لصورةٍ وردية عن واقع حرية الصحافة في الجزائر، لكّنه يكشف في المقابل عن رغبة حثيثةٍ في تشديد الرقابة على الإعلام، مِن خلال وضع نصوصٍ تشريعية جديدة تستهدف الصحافيّين والمدوِّنين.
جمع الرئيس التشادي، الذي أُعلن عن مقتله قبل أيام، كلَّ أمراض الحكم في أفريقيا: رئاسةٌ مدى الحياة ثمنُها وضع جيش دولة مستقلّة في خدمة مصالح أجنبية، وخرابٌ اقتصادي بسبب الفساد. وها هو يترك أبواب الحرب الأهلية في بلاده مشرعةً على مصراعَيها.
تخلَّص الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مؤقَّتاً من شبح "السوبر ليغ"، لكنّه لم يتخلّص من مشاكله المالية، وهو ما قد يدفعه مستقبَلاً إلى البحث بنفسه عن "سوبر ليغ" جديدة… وقد يطلب حينها مشورَة العقل الاقتصادي الأوّل في عالَم الرياضة: فلورنتينو بيريز رودريغيز!