بعد كل ما حدث طوال هذه السنوات من منعطف للثورات، من خصومات والتواءات وإحباطات، كيف لا يكون التعطّل التاريخي نتيجة طبيعية؟ الأصح، هو أن نفخر بأنّ شريحة واسعة من شعوبنا نجحت، رغم كلّ ذلك، في حماية شعلة الأمل من الانطفاء داخلها، ولا تزال تبحث عن مخرج.
يوثّق الكتاب، الصادر حديثاً، للثورة التونسية، كاشفاً بذلك ما تخلّفت عنه الدولة على مدى تاريخ بعيد، حين عجزت عن إرساء تنمية فاعلة وأهدرت كلّ فرص التصالح مع الشعب، وصولاً إلى تاريخ أقرب حين أهملت واجباتها تجاه الذاكرة الجمعية.
بالاستناد إلى أمثلة مِن التاريخ السياسي القريب، تقترح السلسلة الوثائقية، التي أنتجتها "نتفليكس"، ستَّ قواعد تُشكّل خطوات عملية لصناعة طاغية. ماذا لو أدخلنا الحالة التونسية الراهنة تحت فحص تلك القواعد؟
صاحبت رسومات مجموعة "أهل الكهف" ثورة الشعب التونسي. كانت، في تلك الأيام الصاخبة من 2011، مثل صحيفة حائطية لا ترصد الأحداث بقدر ما تتابع المشاعر والأمزجة، وتكشف التلاعبات والخيانات، كما ترفد يوميات الثورة بعُدّة فكرية- بصرية.