ذكورية تصنعها النساء أيضاً: تُخفي مترشِّحات للبرلمان وجوههنَّ عن الملصقات الدعائية في ممارسَة لا يعدلُها سوى التوظيفِ الرخيس للمرأة، لدرجةِ أن يصف رئيس حزب مرشّحاته بـ"حبّات الفراولة المنتقاة بعناية".
يُصبح تبادُل الخبرات والتجارب وجهاً مِن أوجُه التضامُن النسائي الذي قد تقوم به النساء مِن دون وعي بقيمته وأثره، لكنّه يمنح شعوراً بالقوّة والأمان والراحة. يحتاج الأمرُ فقط أن تقول النساء إنّهن في أيام دورتها الشهرية وإنهُنّ يعانين من آلامها، فهل يفعلن؟
مشهد فسيفسائي ضخم تقدّمه الحركة النسوية اليوم؛ إذ لم تعد هناك حركة واحدة وإنما حركات. تبدو النسوية وكأنها قد أفلتت من بين أيدي الجميع، بمن فيهم الناشطات، هنا جولة في هذا المشهد في "اليوم العالمي للمرأة".
اختيارُ الأسماء الرجالية كان تقليداً سائداً في القرن التاسع عشر أملته طبيعة المجتمع. وهو أيضاً تكتيكٌ ذكي مِن نساء أرَدن انتزاع الاعتراف عن جدارةٍ وضمانَ مكانة مرموقة في مشهد أدبي ذكوري.
تُخبرنا نور الهدى عُقّادي عن حياة نُشطاء الحَراك الشعبي التي تبدو تجربةُ الاعتقال والسَّجن هيّنةً بالمقارنة معها. يجتمعُ محسوبون على الموالاة وعلى المعارَضة لتحويلها إلى جحيم. وحين يتعلَّق الأمرُ بامرأة، سيكونُ على الذكورية أن تدخُل إلى الحلَبة كحليف ثالث.